صندوق «التعليم لا ينتظر» يعلن عن منحةٍ حفّازة للاستجابة الأوَّلية لحالة الطوارئ في أوكرانيا بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي، مع نداءٍ عاجلٍ لتمويلٍ إضافي بقيمة 20 مليون دولار أمريكي

مارس 2022، نيويورك - استجابةً للأزمة الإنسانية الهائلة التي بدأت تتكشَّف في أوكرانيا، أعلن صندوق «التعليم لا ينتظر» (ECW) وشركاؤه الإستراتيجيّون اليوم عن منحةٍ حفّازةٍ بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي من شأنها تعزيز الاستجابة العالمية للتعليم في حالات الطوارئ جرَّاء النزاع الذي أثَّر على 5.7 مليون طفل في سنّ المدرسة وعرَّض مئات الآلاف من الأرواح للخطر.

كما تهدف المنحة الحفّازة للاستجابة الأوَّلية إلى المساعدة في تعبئة تمويلٍ إضافي بقيمة 20 مليون دولار أمريكي، تماشياً مع الاحتياجات المُحدَّدة في النداء العاجل الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والذي أُطلِق مؤخراً استجابةً للاحتياجات الإنسانية العاجلة في أوكرانيا. تخضع المنحة لإدارة منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسف، مع التشديد على حماية رفاهية الفتيات والفتيان المُتضررين من النزاع في أوكرانيا. وحالما تسمح الظروف، ستوفر المنحة سُبُل الوصول المستمر إلى التعليم والدعم النفسي للأطفال والمراهقين المتضررين من هذا الوضع المتدهور في أعقاب الهجوم العسكري الذين شنَّه الاتحاد الروسي في 24 شباط/فبراير.

يستهدف النداء العاجل 875 ألف طفلٍ ومعلّمٍ متضررين من الأزمة، منهم حوالي 150 ألف فتى وفتاة في سِنّ الدراسة تستهدفهم المنحة الحفّازة التي يقدمها صندوق «التعليم لا ينتظر». وسيحرص صندوق «التعليم لا ينتظر» وشركاؤه الاستراتيجيون على تكييف الاستجابة رهناً بتطوُّر الحالة، في الوقت الذي لا تزال فيه احتياجات التعليم على المدى الطويل في أوكرانيا والدول المجاورة غير واضحة وقد تتجاوز التوقعات الأولية.

وقد فرَّ فعلاً أكثر من مليونَيْ لاجئٍ إلى البلدان المجاورة، وتشهد أوكرانيا حركة نزوحٍ داخليٍّ كثيف. وأغلقت المدارس والمنشآت التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتشير التقارير الأخيرة إلى وقوع هجماتٍ على المدارس والمستشفيات والمرافق المدنية الأخرى.  يُقدِّر النداء العاجل لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنَّ 2.2 مليون طفل سيحتاجون إلى المساعدة التعليمية. 

وفي معرض تعليقها على هذه الأزمة، صرَّحت ياسمين شريف، مديرة صندوق «التعليم لا ينتظر»، صندوق الأمم المتحدة العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات المُمتدَّة، قائلةً "يرزح الأطفال والمراهقون في أوكرانيا تحت وطأة نزاعٍ مُسلَّحٍ مُروِّعٍ وتهجيرٍ قسْريٍّ عبر الحدود، وقد تدهورت ظروفهم المعيشية بين ليلةٍ وضُحاها. وفي هذا الإطار، يبذل المسؤولون عن صندوق «التعليم لا ينتظر» وشركاؤنا كل ما في وسعهم من أجل إتاحة فرص التعليم باستمرار. وهذا أمرٌ بالغ الأهمية للتعامُل مع الصدمات النفسية التي يتعرض لها السكان، وإتاحة بصيصٍ من الأمل يمكنهم التشبّث به في هذه المرحلة العصيبة". 

إنَّ الأطفال المتضررين من الأزمة في أوكرانيا لا يُحرمون من حقهم في التعليم وحسب بسبب النزاع الناشِب، بل يواجهون أيضاً خطراً كبيراً يتمثل في الأذى الجسدي والمعاناة النفسية الحادة. فتعرُّضهم الحاد والمستمر للصدمات النفسية والإجهاد النفسي جرّاء النزاع يؤثر بشدَّة على قدرتهم على التعلُّم، ما قد يؤدي إلى خطر تسرُّبهم من المدرسة ويفضي إلى آليات تكيُّفٍ سلبية.

في أوقات الأزمات، يواجه الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أخطاراً متزايدة نتيجة سوء المعاملة والاستغلال والاتجار والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والحمل المبكر، والتجنيد في الجماعات المسلحة – وتُعدُّ المراهقات عُرضةً للخطر بشكلٍ خاص.

أردفت ياسمين شريف قائلةً "ندعو جميع شركائنا من الجهات المانحة الاستراتيجية - من القطاعَيْن العام والخاص والقطاع الخيري - للمسارعة إلى الانضمام للجهود التي يبذلها صندوق «التعليم لا ينتظر» وتكثيف دعمهم من أجل سدّ النقص في التمويل الذي تبلغ قيمته 20 مليون دولار أمريكي، حرصاً على دعم التعليم الذي يبرز كحاجةٍ مُلحّة أثناء التدخُّل في حالات الطوارئ، من أجل مساعدة الأطفال والمراهقين الذين يتحملون وطأة هذا العنف الغاشم."