حملة الدعوة العالمية #شارك_أصواتهم التي أطلقتها المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا ينتظر" ياسمين شريف قبيل انعقاد مؤتمر قمة الأمم المتحدة المعني بالمستقبل
لكل فتاة وفتى متأثر بأزمة معيّنة كامل الحق في الحصول على تعليم شامل ومنصف وجيد
قبيل انعقاد مؤتمر القمة المعني بالمستقبل والذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والذي سيُعقد في 22-23 أيلول/سبتمبر 2024، أعلن صندوق التعليم لا ينتظر عن دعمه لحملة #اعملوا_الآن العالمية من خلال دعوة عاجلة لزيادة التمويل لصالح أكثر من 226 مليون طفل من الأطفال المتأثرين بالأزمات حول العالم والذين باتوا بحاجة ماسة إلى التعليم، وذلك من خلال حملة #شارك_أصواتهم العالمية.
ففي حال عدم توافر موارد إضافية، من المتوقّع وفقاً للأمم المتحدة أن يكون 84 مليون طفل وشاب محروماً من التعليم بحلول عام 2030، وأن يفتقر 300 مليون طفل وشاب إلى المهارات الأساسية في الحساب والقراءة والكتابة، ومن المتوقّع أيضاً ألا تتمكن سوى دولة واحدة من بين كل ست دول في العالم من الوفاء بوعدنا بتوفير التعليم الثانوي للجميع، إذ تواجه البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان المنخفضة الدخل من الشريحة الدنيا فجوةَ تمويلٍ سنوية بقيمة 100 مليار دولار أمريكي لبلوغ أهدافها التعليمية.
من هذا المنطلق، قام صندوق التعليم لا ينتظر، وهو الصندوق العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة داخل الأمم المتحدة، بحشد 900 مليون دولار أمريكي من أجل تحقيق هدف التمويل البالغ 1.5 مليار دولار أمريكي المطلوب لتحقيق خطتنا الاستراتيجية للفترة 2023-2026. وإنّ صندوق التعليم لا ينتظر يناشد المانحين بإلحاح لتوفير 600 مليون دولار أمريكي لسد فجوة التمويل حتى نتمكن من مساعدة 20 مليون طفل ومراهق متأثر بالأزمات وتزويدهم بأمان وأمل وفرص التعليم الجيد.
جمعت حملة التعليم لا ينتظر بعنوان #شارك_أصواتهم تصريحات الفتيات والفتيان المتأثرين بالأزمات من عدة أماكن مثل أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغزة وشمال شرق نيجيريا والسودان وهايتي وكوكس بازار وجنوب السودان وسوريا وأوكرانيا، حيث تؤدي التحديات المتداخلة للنزاعات المسلّحة والنزوح القسري وتغيّر المناخ وغيرها من الأزمات الممتدة إلى عرقلة مكاسب التنمية وتعريض حياة الفتيات والفتيان لخطر شديد.
يُعتبر أفغانستان مثلاً البلد الوحيد في العالم الذي تُمنع فيه الفتيات والنساء رسمياً وبشكل غير مقبول من التعليم الثانوي والجامعي. تقول في هذا الإطار فتاة أفغانية: "صحيح أنني حُرمت من الحق في التعلّم، إلا أنّ حب المعرفة لديّ لم ولن ينطفئ. سأجد وسيلة لتعليم نفسي وإلهام الأُخريات للقيام بالمثل". الفتيات الأفغانيات جديرات بالحصول على فرصة متكافئة لتطوير إمكاناتهنّ والازدهار وتحقيق أحلامهنّ. علينا أن نواصل مشاركةَ أصواتهنّ.
أما في غزة، فقد انهار نظام التعليم. ويتحمّل الأطفال الأبرياء الوطأة الوحشية للوضع الإنساني الكارثي الذي يشهده القطاع أمام أعيننا. فمنذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر، يعجز 625,000 طفل مسجّل في مدارس غزة عن تلقي التعليم، كما أنّ حوالى 86 في المائة من المباني المدرسية قد تضرّرت أو دُمِّرت. وعلى الرغم من الدمار والخراب الذي يحيط بالأطفال، لا يزالون متمسكون بالأمل في مستقبل أفضل يمكنهم فيه العيش والتعلّم بسلام وأمان. تقول فتاةٌ صغيرة في سنّ الدراسة في غزة: "أحب المدرسة وأكره الحرب. اشتقتُ لمعلمتي كثيراً، اشتقتُ لأصدقائي واشتقتُ للّعب معهم".
من داخل أكبر مخيم للاجئين في العالم، مخيم كوكس بازار الواقع في بنغلاديش، يقول الطفل زواد البالغ من العمر 11 عاماً وهو لاجئ من الروهينغيا: ”إنّ الأشخاص المتعلّمين عادةً ما يملكون ما يكفي من المعرفة لتحديد الصواب والخطأ، وهو ما يساعدهم على عيش حياة أفضل. لذلك أطلب من قادة العالم توفيرَ دعم إضافي لقطاع التعليم".
في أوكرانيا، لا يزال النزاع المسلّح المميت محتدماً، حيث يعاني ملايين الفتيات والفتيان من الصدمات والقصف والنزوح والإصابات والموت. بالنسبة لأناستازيا البالغة من العمر 16 عاماً، تُعتبر المدرسة مكاناً مهماً ولكن صفارات الإنذار الخارقة التي تنذر باحتمال سقوط صواريخ باتت سيدة الموقف. "من الصعب علينا أن نتابع الحصص الدراسية عندما نتوجّه إلى الملجأ، إذ بالكاد يمكننا أن نسمع الصوت، ويكون الجو حار ويصعب علينا حفظ المعلومات، لكنني أشعر بالأمان في المدرسة"، بحسب أناستازيا التي تحلم بأن تصبح طبيبة في يوم من الأيام.
أمّا عائشة، البالغة من العمر 13 عاماً، فهي مقعدة على كرسي متحرك، وقد حُرمت من التعليم معظم حياتها نتيجة إعاقتها والنزاع وانعدام الأمن المستمر في شمال شرق نيجيريا. وتوضح عائشة: "لم أتلقَّ أي تعليم على الإطلاق قبل مجيئي إلى هذه المدرسة. أمّا الآن، فأنا قادرة على التعلّم، وعندما أكبر، أريد أن أصبح معلمة حتى أتمكن من تعليم الأطفال“. وهي طفلة من بين 20 مليون طفل غير ملتحق بالمدرسة في نيجيريا.
علينا أن ندعم حملة #شارك_أصواتهم، وإلا فأي فرصة ستُتاح لهؤلاء الأطفال المفعمين بالقدرات والأمل على الرغم من تأثرهم بالأزمات؟ وما الأمل المتبقي للبشرية إذا لم يتمكن ربع مليار طفل ومراهق من الوصول إلى المدرسة وكان جلّ ما يختبرونه هو العنف الوحشي والصدمات؟ بالنسبة لعائشة وأناستازيا والملايين من الفتيات والفتيان الآخرين المتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم، إنّ مفعول التعليم لا يقتصر على تغيير الحياة فحسب وإنّما ينقذها أيضاً.
علينا أن ندعم حملة #شارك_أصواتهم ونتوحد كمجتمع عالمي في إطار حملة #اعملوا_الآن تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ولحقوق الإنسان العالمية. إنّنا نعلم أنّ التعليم النوعي يشكل دعماً أساسياً في سياق تحقيق سائر أهداف التنمية المستدامة كافة، بدءاً من إنهاء المجاعة والجوع والفقر المدقع، مروراً بالمساواة بين الجنسين وصولاً إلى معالجة أزمة المناخ.
التعليم لا ينتظر أي طفل متأثر بأزمة معيّنة، بغضّ النظر عن هويته أو موقع إقامته. لندعم حملة #شارك_أصواتهم وحملة #اعملوا_الآن: فلكل فتاة وفتى الحق في الأمان والأمل وفرص التعليم الجيد.
موارد إضافية
- انضموا إلى حملة #شارك_أصواتهم التي أطلقها صندوق التعليم لا ينتظر من خلال مشاركة الدعوات إلى تقديم الدعم من حساب @EduCannotWait على مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي.
- حملة #اعملوا_الآن هي حملة الأمم المتحدة لإلهام الناس للسعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. انضموا إلى الحملة اليوم.