الاستثمار في التعليم والاستثمار في الأطفال والاستثمار في المستقبل

كلمة ياسمين شريف مديرة صندوق «التعليم لا ينتظر» بمناسبة اليوم الدولي للتعليم

24 كانون الثاني/يناير 2023، نيويورك – ننضمّ في اليوم الدولي للتعليم، إلى الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والشركاء من المجتمع المدني في دعوة قادة العالم للوفاء بالوعود الواردة في جدول أعمال عام 2030 للتنمية المستدامة، وبالأخص التزامنا "لضمان تعليم جيّد شامل ومنصف وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع (الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة)."

ولا ينبغي أن ننسى الأطفال الأكثر ضعفاً في العالم، هؤلاء الذين قُتِل أهلهم أمام أعينهم جرّاء هجمات مروّعة، مثل فريدريك في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والأطفال الذين أُجبروا على ترك منازلهم جرّاء الكوارث المناخية، والجوع والجفاف، مثل فاتوماتا في مالي، والأطفال الذين يحلمون بأن يصبحوا أطبّاء ومحامين وقادة في المستقبل، مثل ذهاب في أفغانستان. 

يوجد 222 مليون طفلٍ ومراهقٍ متضرّر من الأزمات حول العالم بحاجة إلى دعم تعليمي عاجل. فمن خلال الاستثمار في تعليمهم، نستثمر في بشرٍ يمكنهم أن يغيّروا مسار الإنسانية، وسيقومون بذلك.   

نشهد هذا العام نقطة تحوّل رئيسية،  فنحن في منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال جهدنا الجماعي.  وفي حين أدّت جائحة «كوفيد 19» وحالة عدم اليقين الاقتصادية والنزاعات المسلّحة والأزمات الطويلة الأمد إلى عرقلة الجهود، نعمل على الوفاء بهذه الالتزامات العالمية.

قد لا يكون تحقيق هذا بالأمر السهل، ولكنّه ليس مستحيلاً. علينا في غضون سبع سنوات قصيرة تغيير الطريقة التي نموّل بها التعليم، وتوفيره في حالات الطوارئ والأزمات الطويلة الأمد.  

سنتوّحد في جهودنا لتحقيق هذه الأهداف عبر العديد من الآليات الجديدة والصناديق المتعددة الأطراف المتزايدة، بما في ذلك صندوق «التعليم لا ينتظر» (ECW)، ومرفق التمويل الدولي المعني بالتعليم (IFFEd)، والشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) وغيرها من الصناديق العالمية الاستراتيجية الرئيسية.

بالتعاون مع هؤلاء الشركاء العالميين- وكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والحكومات والقطاع الخاص- تصبح الخطّة الاستراتيجية الجديدة لصندوق «التعليم لا ينتظر» خطّة فعّالة لإحداث تحوّل حقيقي.   فهي تسعى إلى إعطاء الأولوية لنتائج التعلّم الشامل، وتحويل بيانات التمويل العالمية، وإلى الاستجابة لتغيّر المناخ، وجعل التوطين والمشاركة المجتمعية في محور عملنا، والارتقاء بالالتزامات لتشمل المساواة بين الجنسين وإدماج منظور الإعاقة، ومعالجة التشريد القسري. وذلك يتمّ من خلال التحرُّك! 

ومن أجل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ودعم تحقيق كلّ الأهداف الأخرى للتنمية المستدامة، علينا زيادة نطاق استثماراتنا وسرعتها وعمقها وتأثيرها.

سيجتمع قادة العالم الشهر المقبل في جنيف من أجل مؤتمر التمويل رفيع المستوى الخاص بصندوق «التعليم لا ينتظر» (HLFC). وباستضافة صندوق «التعليم لا ينتظر» وسويسرا- وبالمشاركة مع كولومبيا وألمانيا والنيجر والنرويج وجنوب السودان-  سيوفّر مؤتمر التمويل الرفيع المستوى لقادة العالم والشركات والمؤسسات والأفراد الأثرياء فرصة للوفاء بوعود التعليم للجميع وسيدعم هدف صندوق «التعليم لا ينتظر» المتمثّل بالوصول إلى 20 مليون طفلٍ ومراهقٍ متضررين من الأزمات، ومدّهم بالأمان والقوة والفرص التي يوفّرها التعليم الجيد.

نحثّ الجهات المانحة من القطاعين العام والخاص على الاستثمار في التعليم، والاستثمار في الأطفال والشباب، والاستثمار في المستقبل في خلال مؤتمر التمويل رفيع المستوى الخاص بصندوق «التعليم لا ينتظر» في 16 و 17 شباط/فبراير.  من خلال ذلك، سنتمكّن من تحقيق الـ #222_مليون_حلم✨📚 لـ 222 مليون فتاة وفتى متضرّرين من الأزمات يحتاجون على وجه الاستعجال إلى دعم التعليم في أسوأ سياقات العالم.