التعليم من أجل السلام والأمن: بيان يوم الأمم المتحدة الصادر عن مديرة صندوق "التعليم لا ينتظر" ياسمين شريف
24 تشرين الأول/أكتوبر 2022، نيويورك – بينما يحتفل العالم بيوم الأمم المتحدة، فلنتذكر لماذا أُنشئِت منظمة الأمم المتحدة ولنحيي ذكرى مؤسسيها. ففي عام 1945 والسنوات التالية في ما بعد، كان هناك تفاؤل وأمل وتصميم على تحقيق السلام والأمن وحقوق الإنسان للجميع.
لقد وقفت الأمم المتحدة، منذ تأسيسها في عام 1945، رمزاً عالمياً للأمل والإنسانية. ويجسّد ميثاق الأمم المتحدة رؤيتنا للتنمية المستدامة، واحترام حقوق الإنسان، والحفاظ على السلام والأمن.
كل شيء يبدأ بالتعليم، فالتعليم هو الأساس الحقيقي. كيف لنا أن نحقق رؤية الأمم المتحدة من دون تعليم – وخاصةً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الحروب والكوارث المناخية والنزوح القسري؟ يبدو هذا الأمر مستحيلاً من الناحية المنطقية والإنسانية.
واليوم، وبعد مرور 77 عاماً على إعلان ميثاق الأمم المتحدة، يعاني العالم بصورةٍ غير مسبوقة من انعدام الأمن والنزاعات المسلحة الجديدة والمستمرة والمدمِّرة، وأكبر حركات النزوح. والآن، هناك 222 مليون طفل ومراهق يدفعون الثمن، إذ يكافحون للعيش في هذه السياقات الوحشية ولا يستطيعون الحصول على تعليمٍ جيد ومستمر وشامل.
في خضم هذه الحرب العبثية الدائرة في أوكرانيا، نشهد هجماتٍ متعمَّدة ومباشرة على المدارس وغيرها من الأهداف المدنية. وتتعارض جميع الهجمات التي تُشنُّ على المدارس وأطفال المدارس مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي وإعلان المدارس الآمنة. ومن منطقة الساحل والشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية وأفغانستان، نرى زملاءنا في وكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني يعملون بلا كللٍ مع الحكومات المضيفة للسيطرة على الوضع المتدهور باستمرار، واحتواء الفوضى وتخفيف المعاناة الإنسانية. إنهم يتشبَّثون بمبادئ مؤسسي الأمم المتحدة.
يجب علينا جميعاً أن نتَّخذهم قدوة ملهمة لنا، وعندئذ فقط يمكننا تحقيق رؤية الأمم المتحدة وميثاقها واتفاقيات حقوق الإنسان.
بتوفير التعليم لكل طفل ومراهق تخلَّف بعيداً عن الركب في هذه الحالات الطارئة والأزمات الممتدة، يمكننا سد الفجوة بين الرؤية الثابتة للأمم المتحدة والحقائق القاسية التي نشهدها على أرض الواقع. ومن خلال العمل معاً عبر وضع برامج مشتركة للنتائج الجماعية، سوف نتمكَّن من تحقيق نتائج التعلُّم المرجوَّة، وسوف نحظى بفرصةٍ أفضل لتحقيق المُثُل والمبادئ التي ينصُّ عليها ميثاق الأمم المتحدة عبر تحقيق إمكانات كل شاب في الأزمات. وباتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكننا أن نترك وراءنا إرثاً يتمثل بتحقيق رؤية الأمم المتحدة.
لقد حان الوقت الآن للاستثمار في الإنسانية وتمويل التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة، التي تبنَّتها الحملة العالمية "222مليون حلم" ✨ 📚 التابعة لصندوق التعليم لا ينتظر.
ندعو الجهات المانحة والدول الأعضاء وشركات القطاع الخاص وأصحاب الثروات الكبيرة إلى اتّخاذ زمام الأمور ليصبحوا صانعي التغيير، كي يجعلوا مُثُل الأمم المتحدة ومبادئها حقيقةً فعلية بالنسبة إلى جيل الشباب الذي يمثل الأمل والذي سيقود العالم في المستقبل. ومن خلال تقديم مساهمات تمويلية كبيرة إلى" صندوق التعليم لا ينتظر" - وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة - بوسعنا أن نمكِّن زملاءنا ومجتمع المساعات من العمل معاً على توفير التعليم الجيد على وجه السرعة إلى 222 مليون من المتضررين من الأزمات، ومع ذلك لديهم قدرة على الصمود، والأطفال والشباب.
في مؤتمر "صندوق التعليم لا ينتظر" المعني بالتمويل الرفيع المستوى، الذي سيُعقد في الفترة من 16 إلى 17 شباط / فبراير 2023 في جنيف، يمكننا اتخاذ موقفٍ جريء وقائم على المبادئ لإحداث تغيير. وهذه هي فرصتنا لتحقيق "222 مليون حلم"✨ 📚 من أجل التعليم في هذا المؤتمر الذي تستضيفه حكومة سويسرا وصندوق التعليم لا ينتظر – ويُشارك في عقده ألمانيا والنيجر والنرويج وجنوب السودان. ويتشارك كل واحد من هؤلاء الشباب في حلم لخدمة مجتمعه وبلده والعالم. تماماً مثلما فعل مؤسسو الأمم المتحدة ذات مرة.
علينا عدم تفويت هذه الفرصة، فساعدونا لنحافظ على إمكاناتهم بدلاً من خسارتها. ودعونا لا نفقد فرصتنا في إحياء الإنسانية والحفاظ على رؤية الأمم المتحدة نابضة بالحياة.