زمن العطاء : التعليم لا ينتظر

Op-Eds
Available languages:
Armed conflict, climate-induced disaster, and forced displacement have disrupted the education of 222 million children globally. Yasmine Sherif outlines how philanthropy and partnerships can help.
Photo © Philanthropy Age

 تم نشر المقالة الاصلية في موقع  Philanthropy Age

سببت النزاعات المسلحة والكوارث الناجمة عن المناخ والنزوح القسري في تعطيل العملية التعليمية لنحو 222 مليون طفل على مستوى العالم. تخبرنا ياسمين شريف كيف يمكن للأعمال الخيرية المساهمة في حل هذه المشكلة.

واجه عالمنا أزمة تعليم غير مسبوقة في ظل الصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، وموجات النزوح بأعداد ضخمة في أمريكا الجنوبية، وشبح المجاعة الذي يهدد أجزاءً من أفريقيا، والآثار المروعة بالفعل لأزمة المناخ. فكل ذلك يهدد بتقويض المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي تحققت على مدى عقود، وتراجع أجيال من الأطفال والشباب الأذكياء وأصحاب العزيمة وخلق جيوب جديدة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.

ويوجد حالياً نحو 222 مليون طفل من المتأثرين بالأزمات الذين يحتاجون إلى دعم عاجل في مجال التعليم، إذ انقطع أكثر من 78 مليون طفل كلياً عن الدراسة، كما أن نحو ثلثي الأطفال في سن العاشرة على مستوى العالم غير قادرين على قراءة نص بسيط.

يؤدي الإخفاق في تعليم الأطفال إلى إطالة أمد حلقات الفقر والجوع والنزوح والعنف التي تؤثر على أجيال متعددة. كما يعرقل الجهود التي نبذلها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويمنعنا من بناء عالم يتمتع بمستويات أعلى من الرخاء والسلم. باختصار إنه يخذلنا جميعاً. مع ذلك، وعلى الرغم من المستوى الصارخ للاحتياجات، إلا أن التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة لا يشكل سوى 2 إلى 4 بالمئة فقط من إجمالي التمويل المقدم للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم.

"التعليم لا ينتظر" Education Cannot Wait (ECW) هو صندوق الأمم المتحدة العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات التي طال أمدها. نحن نعمل من خلال النظام المتعدد الأطراف لزيادة سرعة الاستجابة للأزمات عبر ربط الإغاثة العاجلة بالتدخلات الطويلة الأجل من خلال البرامج الممتدة لعدة السنوات.

نحن نعطي الأولوية للشراكات لضمان تعزيز نتائج التعليم للفتيات والفتيان من اللاجئين والنازحين داخلياً وغيرهم من المتضررين من الأزمات وكفالة عدم تخلّف أحد عن الركب. كما نسعى لرفع كفاءة التدخلات ووضع حد للاستجابات المجزأة والمنعزلة.

ومنذ إنشائه في عام 2016، قام صندوق "التعليم لا ينتظر" وشركاؤه الاستراتيجيون - من الحكومات والمانحين والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم من الشركاء الرئيسيين - بحشد أكثر من 1.1 مليار دولار.

لقد تمكنت هذه الجهود من تقديم الدعم المباشر لنحو سبعة ملايين طفل ومراهق وقد نجح البرنامج في الوصول إلى 31.2 مليون طفل إضافي من خلال الاستجابة التي اضطلع بها صندوق التصدي لجائحة كوفيد-19.

كما توفر الاستثمارات المبتكرة التي يقوم بها الصندوق في جميع أنحاء العالم مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال اللاجئين والنازحين المعرضين للخطر في دول مثل بنغلاديش والكاميرون والإكوادور وإثيوبيا وهايتي ونيجيريا وجنوب السودان.

وفي الشرق الأوسط، يقوم نهج التعليم الشامل بتعليم الفتيات والفتيان القراءة والكتابة وتوفير مساحات تعليمية آمنة للأطفال في الأزمات التي طال أمدها مثل لبنان والعراق وسوريا.

وتشمل هذه التدخلات مجموعة واسعة من أشكال الدعم من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إلى الفصول التعويضية للأطفال الذين فاتتهم سنوات من الدراسة. ويتضمن ذلك توفير خدمات الحماية والخدمات النفسية والاجتماعية؛ وتدريب المعلمين؛ والتغذية المدرسية؛ وتحسين نواتج التعليم؛ وتعزيز المساواة بين الجنسين؛ وإدارة مخاطر الكوارث؛ وتوفير الدعم الإداري للمدارس؛ وإلحاق اللاجئين بأنظمة التعليم الوطنية؛ وحشد الموارد؛ وتوطيد الأنظمة.

"لدى قادة القطاع الخاص فرصة للقيام باستثمارات مستقبلية لعقود قادمة وفي الوقت نفسه صناعة إرث إنساني عظيم".

خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2022 وقمة تحويل التعليم، أطلق صندوق "التعليم لا ينتظر" مبررات الاستثمار الجديدة الخاصة به وخطته الاستراتيجية للفترة 2023-2026. ومن خلال حملة #222_مليون_حلم، نسعى للحصول على 1.5 مليار دولار لكي نتمكن من الوصول مباشرة إلى 20 مليون طفل على مدى السنوات الأربع المقبلة.

كما سيطلق صندوق "التعليم لا ينتظر" مرصد التمويل الأول من نوعه لرصد تدفقات التمويل العالمية التي تهدف إلى دعم قطاع التعليم في حالات الطوارئ والأزمات التي طال أمدها. والهدف من إطلاق المرصد هو إتاحة الفرصة للحكومات والمجتمع المدني للحصول على بيانات شفافة وعالية الجودة للاسترشاد بها في تمويل ودعم الأطفال الأشد ضعفاً في العالم.

وفي فبراير 2023، سيشترك الصندوق وسويسرا في استضافة مؤتمر التمويل الرفيع المستوى لصندوق "التعليم لا ينتظر". ويشارك في الدعوة لعقد هذا المؤتمر كل من ألمانيا والنيجر والنرويج وجنوب السودان وسيتم عقده في جنيف. وننتهز هذه الفرصة لندعوكم جميعاً لدعم حملتنا #222MillionDreams

نأمل أن توفر هذه اللحظة لقادة العالم في الحكومات والقطاع الخاص الفرصة لأن يحذوا حذو مؤسسة ليغو الخيرية وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها لضمان إحراز نتائج حقيقية يمكننا أن نفخر بها وتحقيق عوائد هائلة مقابل كل دولار نستثمر به.

نتطلع إلى كل شركة كبيرة وثري من أثرياء العالم للانضمام إلينا لضمان أن تتمكن كل فتاة وكل فتى على هذا الكوكب من الذهاب إلى المدرسة وتحقيق كامل إمكاناتهم. فتحقيق ذلك يعود بالفائدة على الأعمال وعلى الاقتصاد وعلى البشرية جمعاء.

لقد قام الشركاء من القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية مثل مؤسسة ليغو الخيرية ودبي العطاء ومؤسسة بورتيكوس Porticus وشركة فيريزون Verizon بالفعل بتكثيف جهودهم في هذا الإطار. وبالانضمام إليهم والاستثمار في تعليم الأطفال الأكثر ضعفاً في العالم، فإن قادة القطاع الخاص سيتمتعون بفرصة للقيام باستثمارات مستقبلية لعقود قادمة وفي الوقت نفسه صناعة إرث إنساني عظيم.

 

About our Director

ECW Executive Director Yasmine Sherif
Yasmine Sherif
Director

Additional Statements and Updates