تزايدٌ ملحوظ في أعداد الأطفال المتأثرين بالأزمات والمحتاجين إلى دعم التعليم: صندوق «التعليم لا ينتظر» يُصدر دراسةً عن التقديرات العالمية الجديدة

Available languages:
Cover of study: Crisis Affected Children and Adolescents in Need of Education Support: New Global Estimates and Thematic Deep Dives

يُشير تحليلٌ جديد إلى وجود 224 مليون طفل بحاجة ماسّة إلى دعم تعليم جيد و72 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس. التعليم الجيد هو حجر الزاوية لضمان تحسين نتائج التعلّم. 

جنيف

6 حزيران/يونيو 2023، وفقاً لدراسة التقديرات العالمية التي صدرت اليوم عن صندوق «التعليم لا ينتظر» التابع للأمم المتحدة والمعني بدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدَّة، أدَّت عوامل عدّة كالنزاعات المسلحة والنزوح القسري وتغيُّر المناخ وغيرها من الأزمات الأخرى إلى زيادة أعداد الأطفال المتأثرين بالأزمات ممَّن يحتاجون إلى تعليمٍ جيد وعاجل ليسجّل 224 مليون طفل.

صدرت هذه الدراسة في جنيف خلال فعاليات قمة التعليم في حالات الطوارئ: البيانات والأدلة، وتطرح منهجيةً محسَّنة في احتساب أعداد الأطفال المتأثرين بالأزمات الذين يحتاجون إلى دعم التعليم، وتوفِّر تحليلاً للاتجاهات المهمّة التي تهدف إلى توجيه الاستثمارات المستقبلية في التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدّة.

وفي هذا الصدد، صرّحت ياسمين شريف، مديرة صندوق «التعليم لا ينتظر» في كلمة معبّرة قائلة: "نحن ندق ناقوس الخطر في جميع أنحاء العالم مرة أخرى لأنّنا أمام وضعٍ خطير يؤثر على حرمان ملايين الأطفال من حقهم الإنساني في الحصول على التعليم، وأعداد هؤلاء الأطفال تتزايد بشكلٍ ملحوظ. وحتى في الحالات التي يكونون فيها قادرين على الذهاب إلى المدرسة، فإنهم لا يتمتعون بالقدر الكافي من التعليم الجيد نظراً إلى أنَّ جودة التعليم منخفضة للغاية. وهنا يبرز دور صندوق «التعليم لا ينتظر» وكل المجتمعات المعنية بالتعليم في سباقها ضد الزمن لصالح الإنسانية. وهنا أتساءل عن حجم الحقائق والأرقام الإضافية، وقبل كل شيء المعاناة الإنسانية، التي تدفعنا إلى اتّخاذ إجراءاتٍ حاسمة وتحثنا على الالتزام الصارم تجاه تمويل التعليم والاستثمار في الإنسانية".

يقدّر عدد الأطفال المتأثرين بالأزمات وغير الملتحقين بالمدارس بحوالي 72 مليون طفل، وهو رقمٌ يضاهي عدد السكان في المملكة المتحدة أو فرنسا أو إيطاليا. ومن بين هؤلاء الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، يعاني 53٪ من الفتيات و17٪ من الذكور صعوبات وظيفية، و21٪ (حوالي 15 مليون) تعرّضوا للنزوح قسراً. ويتركّز حوالي نصف عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في حالات الطوارئ في ثمانية بلدان فقط هي: إثيوبيا وباكستان وأفغانستان والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ومالي ونيجيريا.

في ضوء النتائج التي توصلت لها الدراسة، فإنَّ المشكلة الأساسية لا تتعلّق بالالتحاق بالمدارس، بل تتمحور حول جودة التعليم. فأكثر من نصف عدد هؤلاء الأطفال، أي ما يقدّر بـ 127 مليون طفل، لا يحققون الحدَّ الأدنى من الكفاءات المحدَّدة في الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الذي يهدف إلى ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع. وحتى في الحالات التي يلتحق فيها هؤلاء الأطفال بالمدرسة، فإنهم لا يتعلمون القراءة أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية.

إنَّ الاستثمار في تعليم الفتيات مهم وفعّال، حيث تظهر الفتيات باستمرار إمكانات تعلّم قوية كلما أتيحت لهنَّ الفرصة. وبحسب ما كشف عنه التحليل الوارد في الدراسة أنّه حتى في خضم الأزمات، تحقّق الفتيات الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة بمعدلات أعلى باستمرار من نظرائهنّ من الذكور.

ومع ذلك، تصبح أوجه التفاوت بين الجنسَين في الحصول على التعليم والانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى أكثر وضوحاً في التعليم الثانوي، وتتصاعد أوجه التفاوت هذه في الأزمات الشديدة. وتُشير الدراسة إلى تفاقم هذه أوجه التفاوت هذه تحديداً في أفغانستان وتشاد وجنوب السودان واليمن.

يواجه أطفال القارة السمراء تحدياتٍ كبرى، حيث يعيش ما يقرب من 54٪ من الأطفال المتأثرين بالأزمات في جميع أنحاء العالم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد شهدت المنطقة زيادةً واسعة النطاق في عدد الأطفال المتأثرين بالأزمات، من جراء مواسم الجفاف واسعة النطاق في شرق أفريقيا وزيادة حدّة النزاعات المتعدِّدة. وأدّى اندلاع الحرب الأهلية في السودان إلى نزوح مزيد من السكان إلى مناطق عدّة في القارة. 

يكرِّس صندوق «التعليم لا ينتظر» عمله للتعاون مع الحكومات والجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين الآخرين من أجل مواجهة التحديات التي أحصتها الدراسة. وقد تمكَّن الصندوق العالمي المتعدد الأطراف بالفعل من الوصول إلى أكثر من 7 ملايين طفل في أكثر من 40 بلداً متأثراً بالأزمات في جميع أنحاء العالم. وعلى مدار السنوات الأربع القادمة، يسعى الصندوق العالمي المتعدد الأطراف إلى جمع ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار أمريكي لما مجموعه 20 مليون طفل بهدف توفير سُبُل السلامة والقوة والفرص الرائعة التي تقدّمها تجربة التعليم الجيد والكامل والشامل.

 

نتائج أخرى كشفتها الدراسة

  • يلتحق فقط 25 مليون طفل متأثر بالأزمات بالمدارس ويحقّقون الحد الأدنى من الكفاءة في كل من القراءة والرياضيات.
     
  • لا تزال معدلات عدم الالتحاق بالمدارس بين السكان النازحين قسراً في البلدان المتأثرة بالأزمات مرتفعة بشكل مقلق حيث سجّلت حوالي 58٪ للأطفال في سن المدرسة.
     
  • يعاني ما يقرب من 14.5 مليون طفل متأثر بالأزمات من صعوبات وظيفية ولا يذهبون إلى المدرسة، ويتركَّز حوالي ٪76 منهم (أي ما يقرب من 11 مليون) في البلدان التي تشهد أزمات شديدة.
     
  • لا تتوفّر فرصٌ كافية للوصول إلى التعليم الثانوي في المناطق المتأثرة بالأزمات حيث إنَّ حوالي ثُلث عدد الأطفال في الفئة العمرية التابعة للمرحلة الأولى من التعليم الثانوي غير ملتحق بالمدرسة. بالإضافة إلى ذلك، لا تتوفّر فرص الحصول على التعليم المناسب لِما يقرب من نصف عدد الأطفال في الفئة العمرية التابعة لمرحلة التعليم ما بعد الثانوي في البلدان المتأثرة بالأزمات.
     
  • تُشير التقديرات إلى استبعاد حوالي 25 مليون طفل من الأطفال المتأثرين بالأزمات، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات إلى العمر المترافق مع نهاية المرحلة الثانية من التعليم الثانوي، مِن المناشدات وخطط العمل المنسَّقة المشتركة بين الوكالات (وهو ما يمثل ما يقرب من 9.4٪ من الإجمالي العالمي).
     
  • يشير تحليلٌ مقارَن للبلدان المتأثرة بالأزمات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أنَّ وتيرة التعلّم يمكن أن تكون، في المتوسط، أبطأ بنحو 6 مرات في البلدان المتضرِّرة من النزاعات مقارنةً بالبلدان المتضرِّرة من الكوارث الطبيعية المتكررة فيما يخص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 14 عاماً.
     
  • ثمة علاقة بين المخاطر التي يشكّلها تغيّر المناخ ومستوى شدة الأزمات؛ فالبلدان التي تسجّل مؤشر مخاطر تغيُّر المناخ أعلى من القيمة العالمية المتوسطة البالغة 6.4 هي موطن لحوالي 83٪ من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في حالات الطوارئ على مستوى العالم ولحوالي 75٪ من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة ولكنَّهم يواجهون خطر الحرمان من التعليم.

 

ملاحظة للمحرِّرين

نبذة عن صندوق «التعليم لا ينتظر»:

صندوق «التعليم لا ينتظر» هو صندوق عالمي أنشأته الأمم المتحدة لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة. ويدعم هذا الصندوق جودة التعليم ونتائجه بالنسبة للاجئين والنازحين داخلياً وغيرهم من الفتيات والفتيان المتضرّرين من الأزمات بُغْيَة تأمين فرص تعليمية للجميع وبحيث لا يتخلّف أحد عن الركب. ويعتمد صندوق «التعليم لا ينتظر» على نظامٍ متعدد الأطراف يسعى فيه إلى زيادة سرعة الاستجابة في الأزمات عبر تقديم إغاثة فورية وإجراء تدخلات طويلة الأجل من خلال برامج متعددة السنوات. ويعمل الصندوق في شراكة وثيقة مع الحكومات والجهات المانحة العامة والخاصة، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات الفاعلة في مجال المساعدة الإنسانية والإنمائية، بهدف زيادة أوجه الكفاءة وإنهاء الاستجابات المنعزلة. ويُناشد صندوق «التعليم لا ينتظر» على نحوٍ عاجل الجهات المانحة من القطاعَين العام والخاص لتوسيع نطاق الدعم للوصول حتى إلى أشدّ الأطفال والمراهقين ضعفاً.  

يُرجى متابعة الحسابات التالية على منصة تويتر: @EduCannotWait، @YasmineSherif1، @KentPage

لمزيدٍ من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.educationcannotwait.org

للاستفسارات الصحفية:

أنوك ديغروزيليي، adesgroseilliers@un-ecw.org، هاتف رقم: 6820-640-917-1+

كينت بيج، kpage@unicef.org، هاتف رقم  +1-917-302-1735

للاستفسارات الأخرى: info@un-ecw.org

For Press Inquiries:

Anouk Desgroseilliers:
adesgroseilliers@un-ecw.org
+1-917-640-6820

Kent Page:
kpage@unicef.org
+1-917-302-1735